)تكمن عدالة الحياة في انها ليست عادلة(

يجلس مصطفي مع الدكتور فاروق داخل مكتبه بالجامعة، يتجاذبان اطراف الحديث عن آخر
تطورات العرس وتجهيزاته، وهو اآلن في قمة سعادته بابنه البار الذي فاجأه باختياره لزينة.
”لكن دعني اسألك يا مصطفي، ألم تجد ناشرا لكتابك بعد؟”.
يحرك يديه في الهواء كمن ال يعنيه األمر“لقد انهيته والزلت ابحث عن ناشر، لكنني غير

ّي يحمل افكارا جديدة”.

متع ّجل، فمن الصعب إيجاد ناشر لكتاب فلسف
يقتحم المكتب مجموعة من ضباط الشرطة.
“السيد مصطفي محمد؟ انت مقبوض عليك بتهمة ادارة شبكة لممارسة الدعارة”.
يقف الدكتور فاروق ليفتح فمه بينما يوقفه مصطفي بيده ويمنعه من الحديث.
“من االفضل عدم الحديث اآلن قبل ان نفهم ما يحدث”.
رافقهم مصطفي في هدوء وهو يفكر ما الخطأ الذي حدث، هل كانت إحدى البنات من قامت
باإلبالغ عنه؟
لكنهن ال يعلمن شيئا يمكنهن منه.
ال يمكن ان يفعل ذلك سوي شخص واحد، ليس من المعقول ان تقوم زينه بتسليمه بعد ان
وضع كامل ثقته بها، لماذا؟
وصلت سيارة الشرطة الي مقرها، وتم اصطحاب مصطفي الي رئيس قسم الشرطة، وجد ام
صفاء جالسة، يبدو انه قد تم القاء القبض عليها قبل ان تقوم بإتالف السجالت.
“تفضل يا دكتور مصطفي، ام تريد مني ان القبك بـ )األ ّمور(؟”.
يقف رافعا هامته مترفعا عن لغة السخرية التي يسمعها قائال انا الدكتور مصطفي محمد،
دكتور للفلسفة بالجامعة.
ينظر له الضابط من أعلي ألسفل مشيرا بقلم يمسكه.
“اعتقد ان اللف والدوران لن يكون ذا فائدة يا سيدي، السيدة نهاد السيد خالد قامت بتسليم كل
اعمالك واسرارك في مقابل ان تكون شاهدة لنا، لن تستطيع االفالت بهذا الكم من األدلة الذي
نملكه”.

نظر مندهشا الي الجالسة علي الكرس ّي بعينين غارقتين بالدموع،. حاول ان يتحدث مصطفي
معها ولكن منعه الضابط محتدا من توجيه حديث لها.
“ممنوع الكالم مع الشاهدة، حديثك معي، هل ستنكر االتهام اآلن؟”
ينظر له مصطفي في تحد معلنا.
“سيدي انا انكر وصف االتهام، مصطلح الدعارة هو مصطلح غير اخالقي يتنافى مع مبادئي
األخالقية”.
قاطعه الضابط بنفاذ صبر.
“ال اعتقد ان سفسطة الفالسفة قد تفلح معك هنا، اجب علي وصف االتهام بشكل واضح”.
ينظر ألم صفاء وهو يحادث الضابط.
“ان كان ذلك ما تريده فأنا امتنع عن االجابة حتي حضور محام ّي”
يشير الضابط الي كاتبه لينهي المعامالت الورقية قائال.
“انكر المتهم وصف التهمة، ثم طلب حضور محام التحقيق، يتم عرضه علي النيابة، ويتم
التحفظ علي المتهم بعد ان تم اخذ اقواله، اقفل المحضر في ساعته وتاريخه”.
يثبت مصطفي نظره متسائال على أم صفاء التي تبكى، هل تبكى ندما علي ما فعلته، لماذا اذن
قامت بتدمير مشروعه بهذا الشكل، ما السبب؟ يتمني فقط ان يسمع منها مبررا يريح عقله
المشتعل قبل ان يلقي به في السجن، لم يكن يتوقع ان تفعل به هذا، ال يسعفه الوقت ليسألها فقد
قام العساكر بسحبه من غرفة التحقيق وتم القاءه داخل زنزانة القسم ليواجه عالما قاسيا من
المجرمين، يتلفت حوله ذاهال ويجلس منعزال يفكر فيما سيحدث، ما الذي سيفعله، لقد كانت
لديه خطة مثالية ومحكمة، كيف انهار كل شيء اآلن وبتلك الطريقة.
“ام صفاء، لماذا؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار